متن و معنی درس

نِظامُ الطَّبيعَةِ

تَوازُنُ الطَّبيعَةِ جَميلٌ. خَلَقَ اللّهُ لِلطَّبيعَةِ نِظاماً يَحْکُمُ جَميعَ الْمَوْجوداتِ مِنْ نَباتٍ وَ حيَوَانٍ و کائنِاتٍ أخُرْیٰ يَعيشُ بَعْضُها عَلیٰ بَعْضٍ؛ فَیَتَحَقَّقُ التَّوازُنُ و الإسْتِقرارُ فيهأ. وَ أَيُّ خَلَلٍ في نِظامِها يُؤَدّي إلیٰ تَخريبِها وَ مَوْتِ مَنْ فيها.

وَ مِنْ مُهَدَّداتِ نِظامِ الطَّبيعَةِ:

«تَلَوُّثُ الْهَواءِ الَّذي يُسَبِّبُ أمَطارا حَمضيَّةً.»

وَ «الْإکْثارُ فِي اسْتخِدامِ المُبيداتِ الزِّراعيَّةِ وَ الْأسمِدَةِ الْکيمياويَّةِ.»

وَ «إيجادُ النُّفاياتِ الصِّناعيَّةِ وَ الْمَنزِليَّةِ.»

از جمله تهدید کنندگان نظام طبیعت [اینها هستند]:

فَيَتِّمُ التَّوازُنُ فِي الطَّبيعَةِ مِنْ خِلالِ وُجودِ رَوابطَ مُتداخِلةٍ بيْنَ الکْائناتِ الحَيَّةِ وَ بيئَتِها، وَلكنْ ظَلَمَ الْإنسانُ الطَّبيعَةَ في نَشاطاتِهِ الَّتي تُؤَدّي إلَی اخْتِلالِ هٰذَا التَّوازُنِ ظُلماً واسِعاً!

و الْآنَ لِنَقرَأ هذه القِصَّة قِراءةَ دقَيقةَ لكَي نَطَّلِعَ عَلیٰ أَفْعالِ الْإنسانِ الْمُخَرِّبَةِ لِلْبيئَةِ:

يُحْکیٰ أنَ مُزارعا کانَتْ لَهُ مَزرَعَةٌ کَبيرَةٌ فيها خَضْراواتٌ وَ أَشجارٌ کَثيرَةٌ. وَ کانَ يُرَبّي في مَزرَعَتِهِ أنَواعَ الطُّيورِ، ذاتَ يَومِ لاحَظَ الْمُزارِعُ أنَّ عَدَدَ أفَراخ الطُّيورِ يَنْقُصُ تدريجيّأ. بَدَأ الْمُزارِعُ يُفَکِّرُ في سَبَبِ ذٰلِكَ وَ يُراقِبُ الْمَزرَعَةَ لَيلاً وَ نَهارا؛ً

فَلاحَظَ أنَّ عَدَدا مِنَ الْبوماتِ تسْکُنُ قُرْبَ الْمَزرَعَةِ، فَتَهْجُمُ عَلَی الْفَراخِ هُجوما کَبيراً وَ تأْکُلُهأ. فَقَرَّرَ المُزارِعُ التَّخَلُصَ مِنْها، وَ هٰکذَا فعَلَ.

وَ بعْدَ شُهورٍ شاهَدَ المُزارِعُ أنَّ الخَضْراواتِ بِالمَزرَعَةِ تَتَعَرَّضُ لِلْأکَلِ وَ التَّلَفِ؛ وَ لَمّا راقبَ الْأَمرَ مُراقَبَةً شَديدَةً، لاحَظَ أَنَّ مَجموعَةً کَبيرَةً مِنْ فِئْرانِ الحَقْلِ تهْجُمُ عَلیَ الخَضْراواتِ وَ تأَکْلُها.

أخَذَ المُزارِعُ يفَکِّرُ: «لمِاذَا ازْدادَ عَدَدُ فِئْرانِ الحَقْلِ ازْدياداً كبَيراً»؟!

فَذَهَبَ إلیٰ خَبيرِ الزِّراعَةِ وَ اسْتَشارَهُ. فَقالَ لَهُ الْخَبيرُ:

به نزد کارشناس کشاورزی رفت و از او مشورت خواست. کارشناس به او گفت: «چگونه امکان دارد؟، در حالی که جغد های بسیاری در منطقه شما وجود دارد؟!»

قالَ الْخَبيرُ: «إنَّكَ تَعَدَّيْتَ عَلیٰ نِظامِ الطَّبيعَةِ تَعَدّيَ الظّالِمينَ، فَالْبوماتُ کانَتْ تَتَغَذّیٰ عَلیٰ فِئْرانِ الحَقْلِ إضافَةً إلی الْفَراخِ. وَ بعْدَ التَّخَلُّصِ مِنْ أکْثَرِ البْوماتِ ازْدادَ عَدَدُ فِئْرانِ الحَقْلِ. کانَ الواجِبُ عَليَكَ تصَحيحَ هٰذَا الخَطأَ بِالحِفاظِ عَلیٰ طُيورِكَ لا بِقَتْلِ الْبوماتِ؛ فَإِنِ اسْتَمَرَّتِ الْحالَةُ هٰکَذا، فَسَتُشاهِدُ مَشاکِلَ جَديدَةً فِي الْبيئَةِ الَّتي تَعيشُ فيها مُشاهَدَةً مُؤْلِمَةً.»

وَ هٰکَذا قَرَّرَ الْمُزارِعُ الْحِفاظَ عَلَی الْفْراخِ وَ السَّماحَ لِلْبوماتِ بِدُخولِ مزَرعَتِهِ. فَازداد عدَدُها مَرَّة أُخریٰ، وَ أکَلَتْ فئْرانَ الحَقلِ، وَ عادَتِ الْبيئَةُ إلیٰ حالَتِهَا الطَّبيعيَّةِ.